Monday 28 June 2010

لماذا الموريتانيون في الخارج ... يحتالون وينصبون على الناس ؟؟؟؟؟

لازلت اذكر حكمة تعلمتها من مهندس تونسي قدم إلي موريتانيا في تسعينيات القرن الماضي كشريك مع أحد الأشباح الذين يطلقون على أنفسهم رجال الأعمال، والأعمال هنا عندنا مهنة مفتوحة على مصراعيها تشمل حتى النصب والاحتيال وفن التلصص والتهريب....

يقول لي زميلي التونسي بعد أن أمضى 10 سنوات من عمره ينتظر الإنصاف من العدالة الموريتانية التي لم تولد بعد : "عزيزي اعل الشيخ أنتم شعب طيب وكريم وساذج لكن المشكلة هي أنه لا توجد خطوط حمراء في عقول البيظان، فالبيظاني لا يعترف بالقانون ولا تحكمه الأعراف ولا الدين أن يحتال على أي كائن كان من أجل المال. لأن المرأة تطلب المال والرجل يطلب المال والطفل يريد المال والحماة تريد المال والمال يريد المال. لقد تحولت حياتكم إلي جحيم من أجل طلب المال دون المرور عبر الطرق السليمة، فالكل يريد أن يصبح غنيا بين عشية وضحاها..."

أنا أعرف أن مشكلتنا ليس المال فقط بل هي أزمة مفاهيم ومصطلحات فالسرقة عندنا إنجاز و الكذب عندنا مجاملة و الحب عندنا خيانة ومشاحنة والصداقة استغلال والدين عندنا عادات وإجترار و المرأة عندنا سرير والرجل حمال و الأولاد قطيع من الغنم في الخلاء بلا تربية ولا ناهي ولا منتاهي...

تجد أن الرجل يتحول إلي غني في ظرف أسابيع فيزيد احترام الناس له وتجد آخر يمضي حياته في الالتزام والاحترام فيحتقره المجتمع ويهمشه الناس..هذا النوع من الأزمات والخداع والكذب لم يعد حبيس حدودنا بل بدءنا تصديره إلي الخارج منذ عقود، فكثيرا ما نسمع عن موريتاني هارب من دول الخليج وقد زور شهادة وفات أو موريتانية تزوجت من ثلاثة رجال في السعودية أو حتى عن رجال في السعودية يتزوجون من امرأة وخالتها وعمتها وابنة خالها وكأنهم في مدجنة أو حديقة حيوانات يسكنها القردة..

في هذه الأسطر سوف أثير بعض الأسئلة حول هذه الظاهرة التي تجاوزت الحدود وأصبحت عابرة للقارات وتكاد تكون مرادفة لاسم موريتانيا من دبي إلي بكين مرورا بهونغ كونغ وأنقرة...

في الأيام القليلة الماضية سمعنا طبعا بالمرأة وزجها اللذان سخرا عقد زواجهما للإخلال بعقد آخر مع أجنبي ورجل أعمال مرموق ودولته بدأت بمساعدة موريتانيا على الرغم من جميع الشكوك والارتياب الذي يكتنف هذا الاهتمام. وسمعنا أيضا بطفل الأعمال الذي أختال على الصينيين والذي راح ضحية أعماله البشعة ابن خالته بينما هو يتمتع بالمبالغ التي يعتبرها غنيمة سلبها من دار الكفر فهي حلال عليه بل ويعتبر أن دماءهم حلال أحيانا....

ما هي الأسباب التي أدت إلي هذا النوع من الخيانة والاحتيال؟ هل يجوز للمسلم أن يحتال على من يختلفون معه في الدين؟ لماذا يحترم المجتمع هؤلاء وتفتخر بهم الدولة وتدافع عنهم؟ هل نحن فعلا نمثل الوطن في الخارج ونخاف عليه ؟ أم أنه أساسا لا وجود لما تطلق عليه الجغرافيا بلاد "السيبة" أما التاريخ فقد نسيناه؟ كيف نعيد الاعتبار إلي بل أصبح أبناؤه في الخارج يوصفون باللصوص والمحتالين؟ هل هي مسؤولية الحكومة أم المجتمع أم المثقف ؟ أم أنها أزمة تربية وتعليم ونتيجة جهل بالوصول وتجاهل للمدنية؟

No comments:

Post a Comment