Sunday 27 June 2010

وجهان في وجه.... هل نفهم الدين ؟؟؟

شيخ في الستين من عمره يعيش في كوخ متهالك يبدوا وكأنه أثر قديم من نضال متجدد مع الظروف القاحلة والفقر المدقع الذي يترك بصماته في كل تفاصيل الحياة، الشيخ متزوج من فتاة تبلغ من العمر 20 سنة لكنه ربما تزوجها قبل 8 سنوات لأن أبناءهم أكثر من ستة أطفال يخيل إليك أنهم ولدوا في شهر واحد...

الشيخ المسكين يعمل في السوق يبيع أشياء يتجول بها من الصباح إلي الليل ليرجع إلى كوخه المتداعي وزوجته الطفلة المحرومة المسكينة التي تحولت من إنسانة إلي آلة جنس ومكينة لإنتاج الأطفال. يقع الكوخ في وسط أرض ضيقة وكأنها قبر يضيق على صاحبه كل يوم. المسكينة تخيط لملاحف وتعمل عند الجيران بل وأحيانا تدخل على البيوت المجاورة طمعا في سخاء بعضهم بحياء ووقار و استسلام...

لكن المحزن أو الملفت للانتباه هو الطريقة التي يعامل بها هذا الرجل الفظ الطفلة البريئة و الوديعة التي سلبها المجتمع البراءة و قدمها خادمة مطيعة لوحش لا يرحم ولا يرى فيها إلا جسدها الذي ترهل من الولادة والجوع والحرمان و ممارسة الجنس....

يرجع الرجل كل ليلة بعد صلاة المغرب ليجلس أمام كوخه و يشغل شريطا من الدعوة ويرفع صوته حتى يخيل إلى المار من الطريق أنه مأتم أو ندوة لدعاة يمارسون طقوسهم المعتادة.... تتحدث الأشرطة التي يستمع لها هذا الرجل دائما عن مواضيع طاعة المرأة لزوجها وحقوق الزواج وواجبات كل من الطرفين اتجاه الآخر في محاولة من هذا الرجل لإضفاء لباس الدين والتدين على الممارسات الفظة التي يمارسها في حق زوجته...

البارحة فقط ارتفعت أصوات الصخب وتعالى النحيب في ذالك الكوخ القديم حيث بدأت المرأة بالنحيب الرهيب الذي تتفطر له الكبد ويندى له الجبين وعندما جاء الجيران وتجمهرت المارة قالت المرأة المسكينة إن زوجها يضربها على أتفهم الأشياء و يعذبها وكلما حاولت أن تتكلم معه يصيح في وجهها ألم تسمعي الفقيه في الشريط يقول بأن الزوجة يجب أن تطيع زوجها وأن لا تجادله.... قالت المرأة المسكينة إن زوجها لم يطعمها منذ يومين لأنها لم تلبي رغباته الجنسية.....

لماذا يستخدم بعض الناس الدين مطية لتعذيب آخرين؟ أليس الدين رحمة وليس شقاء؟ أم أن المشكل يكمن في فهم الدين وليس الدين نفسه؟ أليس من الخطورة أن نسمع ونقرأ دون أدنى حس بالفهم؟ هل يجب أن نبتلع قشور المحاضرات و الخطب و المفكرين المحدثين وكأنها هي عماد الدين و أصله؟ أليس الانفتاح الأعمى على المتطرفين و المتحجرين في الدين يشكل خطرا على حياتنا؟ أين علماؤنا ومثقفونا ورجال المجتمع من هذه الظواهر التي تتكرر في صمت الظلام....؟

No comments:

Post a Comment