Friday 25 June 2010

النغمة الذهبية... مشروع مربح ...عنصرية صارخة... واحتكار للفن

يجب أن نفهم أن النغمة والفن لا علاقة لهم البتة بطبقة اجتماعية معينة ولا بلغة معينة. فالنغمة في لغة بولار والولف والسونكي هي أيضا نغمة وفن ولها ضوابطها وجمالياتها وتستحق المنافسة في البرنامج الذي أصبح شعبيا في الأوساط المهتمة بمضيعة الوقت. هذا البرنامج الذي صمم بمقاسات معينة تتعلق أساسا بالعرق والطبقة الاجتماعية واللغوية ويغكس العنصرية الصارخة التي مافتئ يمارسها البيظان في موريتانيا داخل حدود الذات المتعفنة......

إن فن البولار والسونيكي و الولف أيضا فن له مقاماته ونكهته الفنية التي لا يفهمها إلي من تعلم فن اكتشاف الذات وهضم الآخر. إن هذه الأعراق ليست آخر بقدر ما هي جزء وأساس للثقافة و الذات الموريتانية ولا يجوز تهميشها بأي ثمن ولو كان الهدف محاكاة عقيمة لمسابقات نستهلكها دون أدنى وعي ولا أبسط فهم لمعنى الفن والجمال و الذوق والنغمة في الموسيقى، فالموسيقى هي لغة الكون التي في غالب الأحيان لا تحتاج للترجمة بل إلي الفهم والتمتع بحس يخلوا من العنصرية والاحتكار....

لابد أن أشير هنا إلي أن هذا البرنامج ليس من إنتاج التلفزيون الوطني بل هو فكرة رجل أعمال يسعى إلي الربح من ورائها ليتقاسم الأرباح مع التلفزة التي لديها أصلا فائض من الوقت وخصاص في البرامج والتي أن وجدت اصلا هي دون هدف و لا معنى تربوي.... صاحب المبادرة هو شاب يملك مؤسسة لتصوير المناسبات الاجتماعية و الأعراس ورأس مالها بعض الأشخاص والأجهزة ومحل أشبه بحانوت سقط.....

إن هذا البرنامع عنصري في مضمونه وأهدافه لأنه لا يمنح أي فضاء و لا يعطي فرصة لؤلئك الذين يمتلكون مؤهلات إبداعية وفنية ولكنهم لا ينتمون لعائلات فنية عريقة أو ساذجة أو مرتزقة، ولا يعطي كذلك فرصة للأعراق الأخرى التي تكون النسيج الاجتماعي لموريتانيا لخلق نوع من التجانس والتناغم الذي عسى أن يؤثث للتفاهم والحب والإخاء والعدالة ويؤكد الشرف و التعددية الثقافية.....

فنغمة البرنامح واحدة والطبقة الاجتماعية واحدة و نوع الفن واحد وأدوات الفن هي نفسها وإيقاعه واحد ولجنة التحكيم واحدة وكأن المنظمين أرادوا إقامة حفل من النوع الرخيص الذي تعودنا علية في كل مناسبة للتبذير والبذخ وكلما أراد نا الزواج بمعايير المجتمع الموحدة....

لا تجد هذه العائلات الفنية أية منافسة لا من طرف الهواة ولا من الطبقات الأخرى لأن المجتمع أصلا لا يؤمن بالمواهب والإبداع والمساواة، فكلنا نعلم إلي أي حد يعبث المجتمع بمستقبلنا وأعراقنا بفرض أعرافه وعاداته التي كانت وتظل المنظومة الأخلاقية الوحيدة المسموح للفرد بإتباعها والخروج عنها يعتبر تنكر للدين و كفر بواح مع أن الدين براء منها ويقاوم وجودها كبقية من الجاهلية والبداوة.....

النغمة الذهبية أضحت نغمة عنصرية و احتكار لقواعد الفن وحصرها في لغة ومشروع وعرق واحد في تجاهل كامل لفسيفساء المجتمع الموريتاني الذي لن يتطور دون تجاوز العنصرية والتمييز والاحتكار للعرق والطبقية والمجتمع والفن والجمال والمال والهوية والسلطة والأحلام والحياة والموت والزمن والمكان....

No comments:

Post a Comment