Wednesday 23 June 2010

ماذا بعد صدقات وتبرعات المانحين لموريتانيا....؟؟؟

تبجحت الحكومة الموريتانية صباح اليوم بحصولها على ثقة المانحين الدوليين بموجب حصولها على مبلغ 3.2 مليار دولار ليس كهبة بل كقروض تضاف إلي الكثير من المنح الأخرى التي ستدفعها أجيال موريتانيا القادمة أو تظل قلائد من الذل والهوان لا تزيدهم إلا فقرا و تسولا للمجتمع الدولي...

هذا التسول أصبح عند الأغلبية الحل الوحيد للجمهورية الإسلامية الموريتانية ومناسبة لتصالح وحوار الحكومة والمعارضة لتجميل الوجه القبيح المشوه أما مرآة الأجانب ليتبرعوا علينا ونحن أغنى من بعضهم لكن الطبيعة و مواردها شيء والعزة و الكرامة والنفس الأبية والوطنية أشياء أخرى. نحن نملك الطبيعة ولكننا لا نملك الوطنيين الذين يعملون من أجل البناء...

نفتخر بحصولنا على صدقة أو دين لأنه بعيد الأمد ونرفض حتى بذل الجهد في خلق بصيص أمل داخل الأزقة والشوارع المغبرة في مدينة الظلمة والظلام، نواكشوط. يطل علينا الوزير الأول بمحياه و كل ملامحه توحي بالغبطة والسرور على أنه أستطاع جلب أموال طائلة من المانحين لرئيسه وبعض الشرذمة الآخرين الذين ينتظرون الأموال بفارغ الصبر لاقتسامها قبل حتى أن تصل إلي البنك اللامركزي...

قد يكون السبب من وراء إطلاق حملة شعواء عدة أشهر قبل عيد الاستقلال و تصريح الحكومة عن عزمها صنع ورقة بقيمة 5000 أوقية لتسهل على المرتشيين حمل أكبر كم من العملة في أصغر حجم ممكن....

طبعا هذه ليست أول مرة ولن تكون آخر مرة تتلقى فيها موريتانيا صدقات في شكل ديون من الخارج، لكن خصوصية الصفقة هذا العام هي أن ليبيا دخلت على الخط ساعية وراء مطامعها ومصالحها في الجارة الضعيفة حيث منحت 500 مليون دولار بينما لم تمنح فرنسا سوى 40 مليون أورو. فهل منحة ليبيا هي فقط رأفة ورحمة بفقراء موريتانيا أم أنها تغزل وتحرش ببلد ظل من السهل خطب وده بسبب جشع القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب اللاسياسية...؟

من الحري بنا التساؤل: أين ستذهب هذه الأموال الطائلة؟ ألم يئن لجيوب الجشعين أن تمتلئ؟ هل الشعب الموريتاني يستحق أن يظل بيادق شطرنج يلعبها بعض الأشخاص النافذين والمحتكرين للسلطة والمال والنفوذ باسم القبيلة و المصاهرة أو بالجهوية؟

No comments:

Post a Comment