Friday 9 July 2010

UPR: …..الجمهورية من أجل الحزب

كثيرة هي أحزابنا السياسية لدرجة تجعلني أعترف بين يديكم أني لا أعرف جميع الأحزاب التي تمارس السياسية أو التسس في بلاد المليون متسيس. تكثر أحزابنا السياسية كلما اقتربت الانتخابات وتقل حسب النشاط السياسي شأنها في ذلك شأن السياسة عندنا موسمية و السياسيين في بلدنا أصنام جاثمة لا تكبر ولا تشيخ ولا تستقيل ولا تترك المجال لأحد يفيد ويستفيد...

أنا على يقين أن الكثير منكم أيضا لا يمكنه أن يعد على أصابع يديه أحزاب سياسية ناشطة على الساحة مع أن أحزابنا زادت في عددها على أحزاب القرآن الكرم، لكنها لا تنفع في الذكر ولا التذكر بل هي مؤسسات فردية أو جهوية هدفها بوتقة الناس و القولبة الأخلاقية والمعنوية لكل من سولت له نفسه مخالفة شيخ القبيلة أو الصنم الكبير....

الأدهى من ذلك والأمر ليس تعدد الأحزاب وتكاثرها الفطري ولا انقساماتها الميوزية والميتوزية، بل ما يخيفني أكثر هو تلك السياسة التي يمكن أن نطلق عليها ظاهرة "حزب الرئيس". فكل رئيس يصل إلي السلطة في بلا السيبة ينشئ حزبا يسبح باسمه ويتعبد في محرابه....

في بداية ميلاد الخديج السياسي المعتوه الذي سماه البعض موريتانيا، كان هناك حزب الشعب الذي حاول صهر جميع الناس والعباد والدواب والحجر والشجر في حزب واحد أطلق عليه تورية "حزب الشعب" من أجل الشعب ليظلم الشعب ويضطهد الشعب. أما في فترة العسكر فكانت هناك أحزاب النياشين والبذلات الغبارية و سياسة الأحذية الخشنة....

جاء كبيرهم الذي علمهم التسيس معاوية ليطوع الحزب للقبيلة ويبدل الزي العسكري ببذلة منمقة تحمل في طياتها عجرفة العسكر وضيق فكر السياسي المحنك في أرضنا التي أضحت فيها السياسة لعبة لا يمارسها إلا كل أصم معتوه لا يفقه من القول إلا حب السلطة والتسلط....

أما الآن وبعد أن ترنح الوطن المكلوم والرازح تحت جحافل العسكر والانقلابات يراد لنا أن نضحك ونقدس الحزب الواحد ونمارس السياسة والحب ونتنفس باسم "حزب العزيز"، الحزب الذي يدعي أنه حزب من أجل الجمهورية ولكنه حسب كل المعطيات والقرائن الدلالية والبلاغية والمعنوية والمادية يكرس الجمهورية من أجل الحزب.....

حزب " الإتحاد من أجل الجمهورية" هو حزب لا يعدوا كونه حزب التجمهر و هدفه حشد الجماهير السذج حول كل تجمع تافه ليضمن التصفيق لأتفه الأسباب. ظل الحزب يمارس طقوس الرعونة في حق الشعب ويتلاعب بسلطة الدولة أحيان باسم الأغلبية وأحايين أخرى باسم التحسيس و الانتساب. منذ فترة وهو يمارس الإشهار والترويج لاجتماع تأسيسي لن يعدوا كونه مناسبة ليغيظ المعارضة التي لا تعارض إلا من أجل المعارضة والتي أحيان تركع للحكومة طمعا في بقية أخلاق أو شيء من التقوى....

هل عندنا حزب يستحق الثقة؟ هل جميع أحزابنا تخرج من مشكاة واحدة يظلم بعضها بعضا؟ لماذا لكل رئيس حزبه؟ ألا يجب أن تكون الأحزاب رؤية لتنمية الوطن غير مرتبطة بأفراد ورؤساء؟ متى سنفهم أن السياسة فن الممكن و العمل المشترك؟ لماذا لم تشهد موريتانيا أبدا مصالحة بين المعارضة والحكومة؟ هل تمثل الحكومة الشعب؟ أم أن الشعب لايمثل نفسه أصلا.....؟

No comments:

Post a Comment