Thursday 8 July 2010

عندما يصبح الزواج وسيلة للتعيين السياسي..؟؟

جاء الشاب من المغرب بعد أن حصل على شهادة في الطب منذ أشهر قضاها في التسكع في شوارع نواكشوط المغبرة و دهاليز المؤسسات المرتشية شأنه في ذلك شأن الكثير من الشباب الموريتانيين الذين يحصلون على شهادات عليا من الخارج ليتعلموا التسكع في داخل الوطن...

لكن صديقي العزيز لم يرضى بالتسكع فقد لجأ بمساعدة من والدته الخبيرة بالنساء النافذات في الحكومة والدولة الموريتانية، لأنه في موريتانيا ثبت مؤخرا أن النساء هن اللواتي يحكمن ويتحكمن في التعيينات من وراء الكواليس. فكم من وزير عين من أجل عيون أخته التي يتزوجها الوزير الأول وكم من الرجال تمت ترقيتهم بسبب ولائهم لمن يتزوج أخت زوجة الرئيس....

كانت والدة صديقنا ذكية عندما زارت منزل أحد النافذين طمعا في عطف المرأة التي تقبض وتبسط بحكم علاقتها بالقصر الرمادي، بعد الحديث والسلام والتذكر والتذكار قدمت الوالدة الحنونة ملف إبنها الحامل لشهادة عليا وكأنه الوحيد في العالم الذي تنقصه وظيفة وكأنه ظلم وأمضى سنينا من عمره يجول في شوارع نواكشوط. قالت السيدة النافذة إنها ستبذل قصارى جهدها في إيجاد عمل للابن البار الذي عساه أن ينفع أمه التاجرة النافذة في سوق النساء والتي بدورها يمكن أن تقم خدمات من نوع خاص....

بعد يومين من الانتظار تذكرت الأم أن الأسرة النافذة لها بنتان لم تتزوجا بعد فقررت أن تطلب يد إحداهما لإبنها العاطل عن العمل بل ولعل هذا الطلب يسرع من إجراءات التعيين وتوفير الوظيفة. ذهبت إلي منزل النفوذ الشامل مرة أخرى لكنها هذه المرة تحمل معها طلبا وعرضا قابل للنقاش و التفاوض. بعد أن أبلغت الأم المرأة برغبتها في مد جسور من نوع خاص أحيل الملف إلي الأب والذي وافق بدوره لأنه لم يكن ليرفض بعد الضوء الأخضر من المرأة وملكة المنزل والآمرة والناهية...

طرحت الأسرتان خطة للزواج في غضون أسبوعين وكان السبب المعلن لذلك تشييع الخبر و التحسيس بزواج البنت المدللة في زمن أصبح فيه الزواج صعبا وعقبة أمام آلاف الشباب الكادحين والحالمين بالطمأنينة في زواج تحيل على التعقيد في أغلب الأحيان.....

بعد أسبوع من الموافقة صدمت بخبر تعيين زميلي الذي كان بالأمس يقول لي إنه لا يعرف كيف يمكنه أن يعيش ولا كيف أن ينفق على زواجه وأنه لا يثق في هؤلاء المرتشيين والزمرة المتنفذة.... سبحان الله بعد أيام التقيت بصديقي وقد تغير ألف درجة بل وأصبح يقود سيارته وأستأجر منزلا في حي تفرغ زينة تم تجهيزه بأحسن الأثاث....

جاء خبر تعيين صديقي كمدير عام لأحد المستشفيات في العاصمة نواكشوط....

هل أصبح زواج المصلحة الحل الوحيد للبطالة؟ هل يبيع المرء جسده ومبادئه من أجل النفوذ السياسي؟ أم أن هذا النوع من زواج الرفاهية حكر على طبقة معينة في المجتمع؟

1 comment: