يشاع هذه الأيام أن السمعيات البصرية تحررت مع كل ما يمكن طرحه من إشارات استفهام حول هذا التحرير وهل ينفع في بلد كوطننا موريتانيا، حيث العقول والشجر والحجر كلها أشياء تحتاج إلي التحرير... أي نوع من التحرير يراد لهذا القطاع الذي لازال يقطع من عقولنا ما شاء لحساب الجنرال وحاشيته من الخدم والمرتشيين من برلمانيين وشيوخ يخرفون بالتعاويذ والتسبيح باسم الخالق صاحب الحزب الجديد...
أتساءل كم من هؤلاء البرلمانيين يفهم الغرض والهدف من وراء السمعيات البصرية و ما هي السمعيات البصرية بالنسبة لهم؟ و ما هي علاقتها بتشكيل الرأي العام وتفعيل العملية السياسية في بلد لا تعدو السياسة فيه رياضة لا يمارسها إلا من له قبيلة وجهة ومال ومن لا وطن له؟ أم أن ما تعلق بالسياسة والدين تم استثناؤه من قانون التحرير واحتكاره على الجنرال ليتهم به من شاء ويسجن به من شاء ويرضى به عن من يشاء؟ أم أن التحرير السياسي للسمعيات البصرية لازال يراد به التفاوض مع الماحين والمتصدقين.... ؟
هل نحن بحاجة إلي محطات تلفزيونية قبلية وجهوية تزيد من انقساماتنا والعرقية وتطحن الهوية؟ أم أن تنظيم هذا القطاع وتحريره يضمن ترسيخ الوطنية و التفاهم الاجتماعي الذي نتوق إليه منذ عقود؟ أم أن هذا التحرير هو فقط تحوير في السياسة وضرب من الكذب والخداع السياسي الذي أصبحنا نقتات عليه في الصباح كالخبز....
لقد عشنا ما فات من الزمن بتلفزة واحدة بناها لنا زعيم عربي انقلبنا عليه وإذاعة يتيمة تركها المستعمر وجاءت محمولة على متن سيارة من وراء النهر ولازالت في نفس المستوى من العطاء بل تراجعت من ناحية المضمون والأهداف. نفس البرامج التي لا تخدم إلا البلاط وتقديس وتمجيد من يصل إلي البلاط على ظهور الناس أو ظهور الدبابات.....
هل يفتح هذا التحرير الباب أما مرتزقة الإعلام للتكالب على إنشاء محطات تلفزيونية أو إذاعات تستغفر البطل الهمام ولا تفتر ليل نهار؟ وتقوم أخرى بالفتوى لكل من أراد أن ينقلب على الحاكم ؟ وأخرى برطانة لم نسمع بها في آبائنا الأولين لنعود إلي نقطة الصفر التي نزلنا تحتها بأميال منذ الاستقلال المزعوم؟
ما جدوى تحرير السمعيات البصرية ونحن لازلنا في أمس الحاجة إلي السمع والبصر؟؟؟
Tuesday, 13 July 2010
Saturday, 10 July 2010
محمد ولد سيدي يحيى و محمد الحسن ولد الددو... إشكالية اللغة ؟؟؟
يعتبر مجتمعنا الموريتاني متدينا بطبعه وسجينه وظل يعتمد على الحفظ بدل الكتابة والتدوين. كانت الخيام المضروبة في كبد الصحراء و ظروف العيش الصعبة تملي على الإنسان الموريتاني أن يأخذ من الدين ما تيسر بالحفظ لأنه لا وجود لكتاتيب ولا التحضر الذي يرتبط بالاستقرار....
يعتبر البعض أن هذه الملكة الخارقة للحفظ نعمة يتميز بها الموريتانيون دون غيرهم، لكنها نعمة تحمل في طياتها نغمة تتمثل في الاعتماد على التذكر والسرد وإهمال التدبر والتفكير. لذلك ظلت الثقافة الدينية عندنا في المحاظر –ولازالت- تعتمد على الحفظ وليس على المنطق والجدل، فالطلبة هناك يحفظون أخليل والموطأ والرسالة والطرة على أنها كتب منزلة ومقدسة تقديس الكتاب والسنة...
يكفي الواحد منهم فخرا وتبجحا أن يحيلك إلي أبيات تشبه الطلاسم في البناء وتتنافر في الموسيقي ثم يردف قائلا هذا شاهد من أخليل. لا يعرف الكثير أن أخليل كان عسكريا في جيش العثمانيين لكنه أصبح ملك الدين والتدين في المنكب البرزخي....
بدأ هذا الفهم التقليدي للدين في الانحسار أمام خطاب ديني جديد يعتمد على لغة جديدة في الدعوة وترسيخ مفهوم الخطاب في الدين مع ظهور السيد الداعية والعلامة محمد ولد سيدي يحيى في تسعينيات القرن الماضي ( مع العلم أنه بدأ الدعوة في الثمانينات) الذي أستطاع بكل عزيمة وإصرار أن يساهم في نقل الدين من نظم ومنمنمات على هوامش الطرر إلي المساجد والبيوت والشوارع والتاكسيات و الباصات....
إن الملفت للانتباه في خطاب العلامة محمد ولد سيدي يحيى هو الفهم العميق للواقع وملكته العجيبة على استنباط الأحكام الشرعية من مداركها الواقعية. أصبح الدين مع ثورة العلامة محمد ولد سيدي يحي علم اجتماع يتناول الأسرة والرجل والمرأة والفهم والسياسة والدين والعبادة والعقيدة والتأويل بأسلوب لا يخلوا من الصراحة والنكتة المؤلمة أحيانا...
المنعرج الثاني في الخطاب الديني وعلاقته باللغة بدأ مع العشرية الأخيرة من القرن الماضي وبالتحديد مع عودة الداعية الشاب العلامة محمد الحسن ولد الددو الذي بدأ بتأصيل ثقافة المنابر و جعل من جامعة نواكشوط لأول مرة منبرا دينيا يستهدف الشباب وركيزة المستقبل. وفي ظرف زمني وجيز انتشرت هذه الصحوة في أوساط الموريتانيين، المجتمع البدوي الذي يحب الجديد ويكره التجديد....
تجدر الإشارة إلي أن الخطاب الديني للعلامة محمد الحسن ولد الددو ظل نخبويا في طرحه واللغة التي يستخدمها. فمثلا اللغة العربية الفصحى التي يخطب بها العلامة الشاب لا يفهمها أغلب الناس البسطاء من الذين لم يدرسوا في الأكاديميات. لذلك ظل الخطاب الديني السلفي مع العلامة الشاب موجها، عن قصد أو غير قصد، إلي فئة معينة من الشباب، وهو خطاب لا يخلوا في مجمله من التأثر بطرح غريب على هذه الأرض البدوية....
هذه النخبوية في الخطاب الديني للصحوة الشبابية بالتقابل مع البساطة التي يتميز بها الخطاب الأول هي ما جعلني أكتب هذه الأسطر بحثا عن نقاش وإثراء للموضوع بعيدا عن التعصب وضيق الفكر. فالعلماء علماؤنا جميعا والخطاب موجه إلينا جميعا بالدرجة الأولى والوطن يتسع لنا جميعا...
طبعا لا يوجد أي تعارض بين الأهداف والغايات التي يسعى إليها كل من الخطابين. لكن اللغة تختلف إلي حد التعارض و التباين في الجمهور والطرح والنقاش. أذكر هنا أني ناقشت هذا الموضوع مع أحد شيوخ المسجد حين سألته عن التباين و الاختلاف بين اللغة في الخطاب الديني عند العلامة محمد ولد سيدي يحيى والشاب محمد الحسن ولد الددو فقال الشيخ: " طبعا لاشك أنهم ينتميان لنفس القبيلة. ولد سيدي يحيى عجيب في فهمه للواقع ويتكلم الحسانية وأنا أفهمه جيدا. أما هؤلاء الشباب فيتكلمون بسرعة شديدة ويستخدمون مكبرات الصوت التي تشوش على كلامهم أحيانا. وأنا أعلم أنهم جيدون ومؤثرون لكننا نحن الشيوخ لا نفهمهم."
طبعا المشكلة ليست في الخطاب الديني بقدر ما هي إشكالية لغوية في مجتمع تزيد فيه نسبة الأمية على 75% ولكي نفهم الدين لابد من اللغة. فهل تؤثر اللغة على الصحوة الدينية وبناء الخطابات الدينية المتعددة التي بدأت تظهر في موريتانيا، أرض البداوة والإسلام وغياب النظام السياسي....؟
يعتبر البعض أن هذه الملكة الخارقة للحفظ نعمة يتميز بها الموريتانيون دون غيرهم، لكنها نعمة تحمل في طياتها نغمة تتمثل في الاعتماد على التذكر والسرد وإهمال التدبر والتفكير. لذلك ظلت الثقافة الدينية عندنا في المحاظر –ولازالت- تعتمد على الحفظ وليس على المنطق والجدل، فالطلبة هناك يحفظون أخليل والموطأ والرسالة والطرة على أنها كتب منزلة ومقدسة تقديس الكتاب والسنة...
يكفي الواحد منهم فخرا وتبجحا أن يحيلك إلي أبيات تشبه الطلاسم في البناء وتتنافر في الموسيقي ثم يردف قائلا هذا شاهد من أخليل. لا يعرف الكثير أن أخليل كان عسكريا في جيش العثمانيين لكنه أصبح ملك الدين والتدين في المنكب البرزخي....
بدأ هذا الفهم التقليدي للدين في الانحسار أمام خطاب ديني جديد يعتمد على لغة جديدة في الدعوة وترسيخ مفهوم الخطاب في الدين مع ظهور السيد الداعية والعلامة محمد ولد سيدي يحيى في تسعينيات القرن الماضي ( مع العلم أنه بدأ الدعوة في الثمانينات) الذي أستطاع بكل عزيمة وإصرار أن يساهم في نقل الدين من نظم ومنمنمات على هوامش الطرر إلي المساجد والبيوت والشوارع والتاكسيات و الباصات....
إن الملفت للانتباه في خطاب العلامة محمد ولد سيدي يحيى هو الفهم العميق للواقع وملكته العجيبة على استنباط الأحكام الشرعية من مداركها الواقعية. أصبح الدين مع ثورة العلامة محمد ولد سيدي يحي علم اجتماع يتناول الأسرة والرجل والمرأة والفهم والسياسة والدين والعبادة والعقيدة والتأويل بأسلوب لا يخلوا من الصراحة والنكتة المؤلمة أحيانا...
المنعرج الثاني في الخطاب الديني وعلاقته باللغة بدأ مع العشرية الأخيرة من القرن الماضي وبالتحديد مع عودة الداعية الشاب العلامة محمد الحسن ولد الددو الذي بدأ بتأصيل ثقافة المنابر و جعل من جامعة نواكشوط لأول مرة منبرا دينيا يستهدف الشباب وركيزة المستقبل. وفي ظرف زمني وجيز انتشرت هذه الصحوة في أوساط الموريتانيين، المجتمع البدوي الذي يحب الجديد ويكره التجديد....
تجدر الإشارة إلي أن الخطاب الديني للعلامة محمد الحسن ولد الددو ظل نخبويا في طرحه واللغة التي يستخدمها. فمثلا اللغة العربية الفصحى التي يخطب بها العلامة الشاب لا يفهمها أغلب الناس البسطاء من الذين لم يدرسوا في الأكاديميات. لذلك ظل الخطاب الديني السلفي مع العلامة الشاب موجها، عن قصد أو غير قصد، إلي فئة معينة من الشباب، وهو خطاب لا يخلوا في مجمله من التأثر بطرح غريب على هذه الأرض البدوية....
هذه النخبوية في الخطاب الديني للصحوة الشبابية بالتقابل مع البساطة التي يتميز بها الخطاب الأول هي ما جعلني أكتب هذه الأسطر بحثا عن نقاش وإثراء للموضوع بعيدا عن التعصب وضيق الفكر. فالعلماء علماؤنا جميعا والخطاب موجه إلينا جميعا بالدرجة الأولى والوطن يتسع لنا جميعا...
طبعا لا يوجد أي تعارض بين الأهداف والغايات التي يسعى إليها كل من الخطابين. لكن اللغة تختلف إلي حد التعارض و التباين في الجمهور والطرح والنقاش. أذكر هنا أني ناقشت هذا الموضوع مع أحد شيوخ المسجد حين سألته عن التباين و الاختلاف بين اللغة في الخطاب الديني عند العلامة محمد ولد سيدي يحيى والشاب محمد الحسن ولد الددو فقال الشيخ: " طبعا لاشك أنهم ينتميان لنفس القبيلة. ولد سيدي يحيى عجيب في فهمه للواقع ويتكلم الحسانية وأنا أفهمه جيدا. أما هؤلاء الشباب فيتكلمون بسرعة شديدة ويستخدمون مكبرات الصوت التي تشوش على كلامهم أحيانا. وأنا أعلم أنهم جيدون ومؤثرون لكننا نحن الشيوخ لا نفهمهم."
طبعا المشكلة ليست في الخطاب الديني بقدر ما هي إشكالية لغوية في مجتمع تزيد فيه نسبة الأمية على 75% ولكي نفهم الدين لابد من اللغة. فهل تؤثر اللغة على الصحوة الدينية وبناء الخطابات الدينية المتعددة التي بدأت تظهر في موريتانيا، أرض البداوة والإسلام وغياب النظام السياسي....؟
Friday, 9 July 2010
UPR: …..الجمهورية من أجل الحزب
كثيرة هي أحزابنا السياسية لدرجة تجعلني أعترف بين يديكم أني لا أعرف جميع الأحزاب التي تمارس السياسية أو التسس في بلاد المليون متسيس. تكثر أحزابنا السياسية كلما اقتربت الانتخابات وتقل حسب النشاط السياسي شأنها في ذلك شأن السياسة عندنا موسمية و السياسيين في بلدنا أصنام جاثمة لا تكبر ولا تشيخ ولا تستقيل ولا تترك المجال لأحد يفيد ويستفيد...
أنا على يقين أن الكثير منكم أيضا لا يمكنه أن يعد على أصابع يديه أحزاب سياسية ناشطة على الساحة مع أن أحزابنا زادت في عددها على أحزاب القرآن الكرم، لكنها لا تنفع في الذكر ولا التذكر بل هي مؤسسات فردية أو جهوية هدفها بوتقة الناس و القولبة الأخلاقية والمعنوية لكل من سولت له نفسه مخالفة شيخ القبيلة أو الصنم الكبير....
الأدهى من ذلك والأمر ليس تعدد الأحزاب وتكاثرها الفطري ولا انقساماتها الميوزية والميتوزية، بل ما يخيفني أكثر هو تلك السياسة التي يمكن أن نطلق عليها ظاهرة "حزب الرئيس". فكل رئيس يصل إلي السلطة في بلا السيبة ينشئ حزبا يسبح باسمه ويتعبد في محرابه....
في بداية ميلاد الخديج السياسي المعتوه الذي سماه البعض موريتانيا، كان هناك حزب الشعب الذي حاول صهر جميع الناس والعباد والدواب والحجر والشجر في حزب واحد أطلق عليه تورية "حزب الشعب" من أجل الشعب ليظلم الشعب ويضطهد الشعب. أما في فترة العسكر فكانت هناك أحزاب النياشين والبذلات الغبارية و سياسة الأحذية الخشنة....
جاء كبيرهم الذي علمهم التسيس معاوية ليطوع الحزب للقبيلة ويبدل الزي العسكري ببذلة منمقة تحمل في طياتها عجرفة العسكر وضيق فكر السياسي المحنك في أرضنا التي أضحت فيها السياسة لعبة لا يمارسها إلا كل أصم معتوه لا يفقه من القول إلا حب السلطة والتسلط....
أما الآن وبعد أن ترنح الوطن المكلوم والرازح تحت جحافل العسكر والانقلابات يراد لنا أن نضحك ونقدس الحزب الواحد ونمارس السياسة والحب ونتنفس باسم "حزب العزيز"، الحزب الذي يدعي أنه حزب من أجل الجمهورية ولكنه حسب كل المعطيات والقرائن الدلالية والبلاغية والمعنوية والمادية يكرس الجمهورية من أجل الحزب.....
حزب " الإتحاد من أجل الجمهورية" هو حزب لا يعدوا كونه حزب التجمهر و هدفه حشد الجماهير السذج حول كل تجمع تافه ليضمن التصفيق لأتفه الأسباب. ظل الحزب يمارس طقوس الرعونة في حق الشعب ويتلاعب بسلطة الدولة أحيان باسم الأغلبية وأحايين أخرى باسم التحسيس و الانتساب. منذ فترة وهو يمارس الإشهار والترويج لاجتماع تأسيسي لن يعدوا كونه مناسبة ليغيظ المعارضة التي لا تعارض إلا من أجل المعارضة والتي أحيان تركع للحكومة طمعا في بقية أخلاق أو شيء من التقوى....
هل عندنا حزب يستحق الثقة؟ هل جميع أحزابنا تخرج من مشكاة واحدة يظلم بعضها بعضا؟ لماذا لكل رئيس حزبه؟ ألا يجب أن تكون الأحزاب رؤية لتنمية الوطن غير مرتبطة بأفراد ورؤساء؟ متى سنفهم أن السياسة فن الممكن و العمل المشترك؟ لماذا لم تشهد موريتانيا أبدا مصالحة بين المعارضة والحكومة؟ هل تمثل الحكومة الشعب؟ أم أن الشعب لايمثل نفسه أصلا.....؟
أنا على يقين أن الكثير منكم أيضا لا يمكنه أن يعد على أصابع يديه أحزاب سياسية ناشطة على الساحة مع أن أحزابنا زادت في عددها على أحزاب القرآن الكرم، لكنها لا تنفع في الذكر ولا التذكر بل هي مؤسسات فردية أو جهوية هدفها بوتقة الناس و القولبة الأخلاقية والمعنوية لكل من سولت له نفسه مخالفة شيخ القبيلة أو الصنم الكبير....
الأدهى من ذلك والأمر ليس تعدد الأحزاب وتكاثرها الفطري ولا انقساماتها الميوزية والميتوزية، بل ما يخيفني أكثر هو تلك السياسة التي يمكن أن نطلق عليها ظاهرة "حزب الرئيس". فكل رئيس يصل إلي السلطة في بلا السيبة ينشئ حزبا يسبح باسمه ويتعبد في محرابه....
في بداية ميلاد الخديج السياسي المعتوه الذي سماه البعض موريتانيا، كان هناك حزب الشعب الذي حاول صهر جميع الناس والعباد والدواب والحجر والشجر في حزب واحد أطلق عليه تورية "حزب الشعب" من أجل الشعب ليظلم الشعب ويضطهد الشعب. أما في فترة العسكر فكانت هناك أحزاب النياشين والبذلات الغبارية و سياسة الأحذية الخشنة....
جاء كبيرهم الذي علمهم التسيس معاوية ليطوع الحزب للقبيلة ويبدل الزي العسكري ببذلة منمقة تحمل في طياتها عجرفة العسكر وضيق فكر السياسي المحنك في أرضنا التي أضحت فيها السياسة لعبة لا يمارسها إلا كل أصم معتوه لا يفقه من القول إلا حب السلطة والتسلط....
أما الآن وبعد أن ترنح الوطن المكلوم والرازح تحت جحافل العسكر والانقلابات يراد لنا أن نضحك ونقدس الحزب الواحد ونمارس السياسة والحب ونتنفس باسم "حزب العزيز"، الحزب الذي يدعي أنه حزب من أجل الجمهورية ولكنه حسب كل المعطيات والقرائن الدلالية والبلاغية والمعنوية والمادية يكرس الجمهورية من أجل الحزب.....
حزب " الإتحاد من أجل الجمهورية" هو حزب لا يعدوا كونه حزب التجمهر و هدفه حشد الجماهير السذج حول كل تجمع تافه ليضمن التصفيق لأتفه الأسباب. ظل الحزب يمارس طقوس الرعونة في حق الشعب ويتلاعب بسلطة الدولة أحيان باسم الأغلبية وأحايين أخرى باسم التحسيس و الانتساب. منذ فترة وهو يمارس الإشهار والترويج لاجتماع تأسيسي لن يعدوا كونه مناسبة ليغيظ المعارضة التي لا تعارض إلا من أجل المعارضة والتي أحيان تركع للحكومة طمعا في بقية أخلاق أو شيء من التقوى....
هل عندنا حزب يستحق الثقة؟ هل جميع أحزابنا تخرج من مشكاة واحدة يظلم بعضها بعضا؟ لماذا لكل رئيس حزبه؟ ألا يجب أن تكون الأحزاب رؤية لتنمية الوطن غير مرتبطة بأفراد ورؤساء؟ متى سنفهم أن السياسة فن الممكن و العمل المشترك؟ لماذا لم تشهد موريتانيا أبدا مصالحة بين المعارضة والحكومة؟ هل تمثل الحكومة الشعب؟ أم أن الشعب لايمثل نفسه أصلا.....؟
Thursday, 8 July 2010
عندما يصبح الزواج وسيلة للتعيين السياسي..؟؟
جاء الشاب من المغرب بعد أن حصل على شهادة في الطب منذ أشهر قضاها في التسكع في شوارع نواكشوط المغبرة و دهاليز المؤسسات المرتشية شأنه في ذلك شأن الكثير من الشباب الموريتانيين الذين يحصلون على شهادات عليا من الخارج ليتعلموا التسكع في داخل الوطن...
لكن صديقي العزيز لم يرضى بالتسكع فقد لجأ بمساعدة من والدته الخبيرة بالنساء النافذات في الحكومة والدولة الموريتانية، لأنه في موريتانيا ثبت مؤخرا أن النساء هن اللواتي يحكمن ويتحكمن في التعيينات من وراء الكواليس. فكم من وزير عين من أجل عيون أخته التي يتزوجها الوزير الأول وكم من الرجال تمت ترقيتهم بسبب ولائهم لمن يتزوج أخت زوجة الرئيس....
كانت والدة صديقنا ذكية عندما زارت منزل أحد النافذين طمعا في عطف المرأة التي تقبض وتبسط بحكم علاقتها بالقصر الرمادي، بعد الحديث والسلام والتذكر والتذكار قدمت الوالدة الحنونة ملف إبنها الحامل لشهادة عليا وكأنه الوحيد في العالم الذي تنقصه وظيفة وكأنه ظلم وأمضى سنينا من عمره يجول في شوارع نواكشوط. قالت السيدة النافذة إنها ستبذل قصارى جهدها في إيجاد عمل للابن البار الذي عساه أن ينفع أمه التاجرة النافذة في سوق النساء والتي بدورها يمكن أن تقم خدمات من نوع خاص....
بعد يومين من الانتظار تذكرت الأم أن الأسرة النافذة لها بنتان لم تتزوجا بعد فقررت أن تطلب يد إحداهما لإبنها العاطل عن العمل بل ولعل هذا الطلب يسرع من إجراءات التعيين وتوفير الوظيفة. ذهبت إلي منزل النفوذ الشامل مرة أخرى لكنها هذه المرة تحمل معها طلبا وعرضا قابل للنقاش و التفاوض. بعد أن أبلغت الأم المرأة برغبتها في مد جسور من نوع خاص أحيل الملف إلي الأب والذي وافق بدوره لأنه لم يكن ليرفض بعد الضوء الأخضر من المرأة وملكة المنزل والآمرة والناهية...
طرحت الأسرتان خطة للزواج في غضون أسبوعين وكان السبب المعلن لذلك تشييع الخبر و التحسيس بزواج البنت المدللة في زمن أصبح فيه الزواج صعبا وعقبة أمام آلاف الشباب الكادحين والحالمين بالطمأنينة في زواج تحيل على التعقيد في أغلب الأحيان.....
بعد أسبوع من الموافقة صدمت بخبر تعيين زميلي الذي كان بالأمس يقول لي إنه لا يعرف كيف يمكنه أن يعيش ولا كيف أن ينفق على زواجه وأنه لا يثق في هؤلاء المرتشيين والزمرة المتنفذة.... سبحان الله بعد أيام التقيت بصديقي وقد تغير ألف درجة بل وأصبح يقود سيارته وأستأجر منزلا في حي تفرغ زينة تم تجهيزه بأحسن الأثاث....
جاء خبر تعيين صديقي كمدير عام لأحد المستشفيات في العاصمة نواكشوط....
هل أصبح زواج المصلحة الحل الوحيد للبطالة؟ هل يبيع المرء جسده ومبادئه من أجل النفوذ السياسي؟ أم أن هذا النوع من زواج الرفاهية حكر على طبقة معينة في المجتمع؟
لكن صديقي العزيز لم يرضى بالتسكع فقد لجأ بمساعدة من والدته الخبيرة بالنساء النافذات في الحكومة والدولة الموريتانية، لأنه في موريتانيا ثبت مؤخرا أن النساء هن اللواتي يحكمن ويتحكمن في التعيينات من وراء الكواليس. فكم من وزير عين من أجل عيون أخته التي يتزوجها الوزير الأول وكم من الرجال تمت ترقيتهم بسبب ولائهم لمن يتزوج أخت زوجة الرئيس....
كانت والدة صديقنا ذكية عندما زارت منزل أحد النافذين طمعا في عطف المرأة التي تقبض وتبسط بحكم علاقتها بالقصر الرمادي، بعد الحديث والسلام والتذكر والتذكار قدمت الوالدة الحنونة ملف إبنها الحامل لشهادة عليا وكأنه الوحيد في العالم الذي تنقصه وظيفة وكأنه ظلم وأمضى سنينا من عمره يجول في شوارع نواكشوط. قالت السيدة النافذة إنها ستبذل قصارى جهدها في إيجاد عمل للابن البار الذي عساه أن ينفع أمه التاجرة النافذة في سوق النساء والتي بدورها يمكن أن تقم خدمات من نوع خاص....
بعد يومين من الانتظار تذكرت الأم أن الأسرة النافذة لها بنتان لم تتزوجا بعد فقررت أن تطلب يد إحداهما لإبنها العاطل عن العمل بل ولعل هذا الطلب يسرع من إجراءات التعيين وتوفير الوظيفة. ذهبت إلي منزل النفوذ الشامل مرة أخرى لكنها هذه المرة تحمل معها طلبا وعرضا قابل للنقاش و التفاوض. بعد أن أبلغت الأم المرأة برغبتها في مد جسور من نوع خاص أحيل الملف إلي الأب والذي وافق بدوره لأنه لم يكن ليرفض بعد الضوء الأخضر من المرأة وملكة المنزل والآمرة والناهية...
طرحت الأسرتان خطة للزواج في غضون أسبوعين وكان السبب المعلن لذلك تشييع الخبر و التحسيس بزواج البنت المدللة في زمن أصبح فيه الزواج صعبا وعقبة أمام آلاف الشباب الكادحين والحالمين بالطمأنينة في زواج تحيل على التعقيد في أغلب الأحيان.....
بعد أسبوع من الموافقة صدمت بخبر تعيين زميلي الذي كان بالأمس يقول لي إنه لا يعرف كيف يمكنه أن يعيش ولا كيف أن ينفق على زواجه وأنه لا يثق في هؤلاء المرتشيين والزمرة المتنفذة.... سبحان الله بعد أيام التقيت بصديقي وقد تغير ألف درجة بل وأصبح يقود سيارته وأستأجر منزلا في حي تفرغ زينة تم تجهيزه بأحسن الأثاث....
جاء خبر تعيين صديقي كمدير عام لأحد المستشفيات في العاصمة نواكشوط....
هل أصبح زواج المصلحة الحل الوحيد للبطالة؟ هل يبيع المرء جسده ومبادئه من أجل النفوذ السياسي؟ أم أن هذا النوع من زواج الرفاهية حكر على طبقة معينة في المجتمع؟
Sunday, 4 July 2010
موريتانيا: الوطن... الأرض... الإنسان... علاقة تحتاج إلي التفكير...
اعل الشيخ أباه أحمد الطلبة
في زيارتي الأخيرة إلي أطار لاحظت تحولا عميقا في العلاقة بين الوطن والأرض و الإنسان خلال العقود الأخيرة. قد لا أكون موضوعيا لأنني لا أزال أحاول التفكير والتدبر في حيثيات وانزياحات الموضوع والذات، الموضوع الذي بحضوره يفرض إعادة اعتبار الذات في ضوء المتغيرات الراهنة والذات التي تحاول عبثا الرجوع إلي الأصل لتقتبس من الجذور ما يسمح لها تفكيك رموز الأرض والانتماء والهوية وعلاقة الإنسان بالأرض....
الأرض هي الموطن والوطن هو الشعور بالتشبث و السعادة بالعودة على بدء كلما جار الحنين على البعد، في وطن كموريتانيا الجميلة والتي تتمتع كل زاوية منها بخصوصية جغرافية أو عرقية أو أركيولوجية تجل منها وطنا يتحسر على انقطاع العلاقة الحميمة التي بدأ الجيل الحديث يتجاهلها كلما رأى بصيصا أو نورا في آخر النفق، نعتقد أن علينا الدخول في النفق المظلم من أجل الوصول الي غاية هي أصلا متأصلة فينا لكننا قد نستمتع بالنور والضوء خارج النفق....
إذا جاز لي أن اعرف وطني موريتانيا بأنها الشعور بالتاريخ والجغرافيا معا في حدود التجاهل والكسل الرهيب الذي يسيطر على رغبة أبنائها في البقاء داخل القمقم المظلم والعيش على أحلام قد تتحقق لكنها تظل أحلاما، أقصد هنا النسيان والتجاهل الذي أصبح عبادة يمارسها الكثير منا لتقتنع الذات بعدم الجدوائية من حب الوطن ولتموت التضحية على سفح الفضول و التمزق الذي يعاني منه الوطن المظلوم من لدن الأقربين....
أرجوا أن نتعلم كيف نحب الوطن ليحبنا بل أيضا من أجل أن يعطينا أفضل مالديه. أتعجب كيف نريد للوطن أن يحبنا ونحن لا نزال عاجزين عن منحه أكثر من شبر في قلوبنا....
أما الأرض في الكتاب الذي نتعلم فيه كيف نوجد ونخلق الوجود بالصراع من أجل الانتصار. خلال زيارتي الأخيرة لاحظت كيف يقهر الإنسان الأرض ليجعل من جبالها جنان نخل باسقة تعطي بكل سخاء دون أدنى اكتراث لصعوبة الأرض. كأن الأرض في موريتانيا تعلمت أن تستسلم أمام إرادة الإنسان الكريم الذي تعلم أن يعيش في الصحراء ويجعل من الأفق موطنا ومن الجبال حدودا ومن الواحات ملجأ وكتفا يبكي عليه ويبوح له بأسراره.
الشيخ الحكيم الذي يرى أن الإنسان يجب أن يعامل الأرض والنخلة بنفس الطريقة التي يعامل بها أبناءه. يقول إنه عندما يريد ترك نخله والذهاب إلي المدينة يغادر تحت جنح الظلام خلسة من أجل أن يشعر النخيل بذلك فيغضب ويعطش ثم يموت...
غريبة هذه العلاقة التي كانت تربط الإنسان بالأرض ومثير للتساؤل كيف ضعفت هذه العلاقة عبر الأجيال وتزداد وهنا على وهن مع تشبث الإنسان بقشور ورفاهية المدينة المزيفة والشطب على مفهوم التضحية من القاموس المدينة المعاصر...
كيف يجب أن نتصور الوطن؟ هل يستحق الوطن الذي يخذل أبناءه أن يقدس؟ هل الأرض تملك من الرأفة والحنان و الدفئ لتحفظ الإنسان مرتبطا بها؟ أي علاقة تربطنا بالأرض والوطن والإنسان...؟
في زيارتي الأخيرة إلي أطار لاحظت تحولا عميقا في العلاقة بين الوطن والأرض و الإنسان خلال العقود الأخيرة. قد لا أكون موضوعيا لأنني لا أزال أحاول التفكير والتدبر في حيثيات وانزياحات الموضوع والذات، الموضوع الذي بحضوره يفرض إعادة اعتبار الذات في ضوء المتغيرات الراهنة والذات التي تحاول عبثا الرجوع إلي الأصل لتقتبس من الجذور ما يسمح لها تفكيك رموز الأرض والانتماء والهوية وعلاقة الإنسان بالأرض....
الأرض هي الموطن والوطن هو الشعور بالتشبث و السعادة بالعودة على بدء كلما جار الحنين على البعد، في وطن كموريتانيا الجميلة والتي تتمتع كل زاوية منها بخصوصية جغرافية أو عرقية أو أركيولوجية تجل منها وطنا يتحسر على انقطاع العلاقة الحميمة التي بدأ الجيل الحديث يتجاهلها كلما رأى بصيصا أو نورا في آخر النفق، نعتقد أن علينا الدخول في النفق المظلم من أجل الوصول الي غاية هي أصلا متأصلة فينا لكننا قد نستمتع بالنور والضوء خارج النفق....
إذا جاز لي أن اعرف وطني موريتانيا بأنها الشعور بالتاريخ والجغرافيا معا في حدود التجاهل والكسل الرهيب الذي يسيطر على رغبة أبنائها في البقاء داخل القمقم المظلم والعيش على أحلام قد تتحقق لكنها تظل أحلاما، أقصد هنا النسيان والتجاهل الذي أصبح عبادة يمارسها الكثير منا لتقتنع الذات بعدم الجدوائية من حب الوطن ولتموت التضحية على سفح الفضول و التمزق الذي يعاني منه الوطن المظلوم من لدن الأقربين....
أرجوا أن نتعلم كيف نحب الوطن ليحبنا بل أيضا من أجل أن يعطينا أفضل مالديه. أتعجب كيف نريد للوطن أن يحبنا ونحن لا نزال عاجزين عن منحه أكثر من شبر في قلوبنا....
أما الأرض في الكتاب الذي نتعلم فيه كيف نوجد ونخلق الوجود بالصراع من أجل الانتصار. خلال زيارتي الأخيرة لاحظت كيف يقهر الإنسان الأرض ليجعل من جبالها جنان نخل باسقة تعطي بكل سخاء دون أدنى اكتراث لصعوبة الأرض. كأن الأرض في موريتانيا تعلمت أن تستسلم أمام إرادة الإنسان الكريم الذي تعلم أن يعيش في الصحراء ويجعل من الأفق موطنا ومن الجبال حدودا ومن الواحات ملجأ وكتفا يبكي عليه ويبوح له بأسراره.
الشيخ الحكيم الذي يرى أن الإنسان يجب أن يعامل الأرض والنخلة بنفس الطريقة التي يعامل بها أبناءه. يقول إنه عندما يريد ترك نخله والذهاب إلي المدينة يغادر تحت جنح الظلام خلسة من أجل أن يشعر النخيل بذلك فيغضب ويعطش ثم يموت...
غريبة هذه العلاقة التي كانت تربط الإنسان بالأرض ومثير للتساؤل كيف ضعفت هذه العلاقة عبر الأجيال وتزداد وهنا على وهن مع تشبث الإنسان بقشور ورفاهية المدينة المزيفة والشطب على مفهوم التضحية من القاموس المدينة المعاصر...
كيف يجب أن نتصور الوطن؟ هل يستحق الوطن الذي يخذل أبناءه أن يقدس؟ هل الأرض تملك من الرأفة والحنان و الدفئ لتحفظ الإنسان مرتبطا بها؟ أي علاقة تربطنا بالأرض والوطن والإنسان...؟
Wednesday, 30 June 2010
Mauritanian Moorish Women: Unfaithfulness, Secret Marriage, or Polygamy
The rate of divorce in our society is awfully increasing over the previous years, this rate has made Mauritania to be the first country in term of divorce rate in the Arab World, according to the latest Strategic Assessment of the Ministry of Women Affairs with 40% in the rural region and 37% in the city. While some of the civil society organizations estimate the rate to be 42% on the national scale. What is amazing is the traditions that make men prefer marry the divorced woman, some studies affirm that 72% of the women divorced one time get married for a second term….
“The statistics and studies reflect the high absurdity and chaos in our society that any other country in world could ever dare to reach this rate of divorce” said Dr. Mohamed Mahmoud and he adds that “the real surprise is when I tell you that the habit of divorce is not new to our society. It is an old custom since the existence of these nomadic people in this empty land. The tribal and religious leaders themselves used to get married and divorce very often. For example, Abdellah Ib Yasin, the religious leader of Mouravides in the 16th century considered divorce something simple. Some historians say that Abdellah Ibn Yasin himself used sometimes to marry and divorce every month”….
A former director of the Division in charge of Family Disputes in the Ministry said that “the reasons of this terrifying rate of divorce in Mauritania can be attributed to many factors. First, the materialistic problems; many conflicts and disagreements that some families bring to our department is related to money. Second, the issue of age, some wives come to us complaining the huge gap of ages that is a result of the fact that many families give their daughters to old men who are sometimes elder than their fathers”...
There is another argument which attributes the phenomenon of divorce to some other different factors as the activist Elhassen Ould Dah declares that “the main reason is the easy procedures of divorce for men because many Mauritanian families do not frankly discuss the family issues before marriage and also the nature of Mauritanian women, especially the Moorish who reject constantly the idea of polygamy. This fact which enslave men within the killing routine of the house, trying to find an alternative atmosphere and the easiest way is to divorce, in addition to this, the kinship marriage and the arranged marriage between relatives without taking into consideration the authentic desire of the two parities as well as the cultural and intellectual differences”….
In this regard, numbers illustrate that women are always the less educated and that is why many studies justify the official statistics and publications concerning the education of women and the rate of illiteracy among Mauritanian women which has, according the statistics of The Cultural Forum of Women, increased to reach 53% in contrast with 35% among men, while the rate of women who have achieved high school is 42% and 13% only have reached the high education at the University, adding to this the royal nature of Mauritanian women, our women are not productive but the consume too much waiting for someone to provide for her what to eat and drink….
The ease or facility of divorce in the mentalities of men makes women expect from the first day of marriage to get divorced on the following day. The traditional society also helps into spreading the culture of divorce and helps the divorced woman to accept it and make men pretend to be interested in the sacked orange….
It is however worth mentioning that while the divorce rate is rapidly increasing among Moorish women it steadily decreases among the Black Mauritanian women as well as the bride price is incredibly getting much high is preventing many men from even thinking to get married. This increase of divorce has brought about a new habit that many women now are working in the rural areas to provide their families where the statistics show 42% in comparison with 37% in the city….
The government has tried to reduce the catastrophic consequences of divorce on individuals as well as families. It has attempted to prevent men from shrinking their duties and responsibilities towards their divorced women and children. This was clearly stated in the regulations set by the government in 2001 which has guaranteed for women their rights and their children…..
Parallel with the phenomenon of divorce in our society, there is also a common habit which is getting married from the divorced women. Men in Moorish society prefer divorced women than the novice ones, according to statistics, the rate of those divorced women who got married for the second time is 72, 5% and 20% for those who have been divorced two times, and 6,7% for the divorced three times, while for those women who have been divorced five times or more the rate is 1,5%.....
Many sociologists see that the reason is due to the low price for getting married with the divorced as well as the widespread of divorce disturbed the social balance to the extent that divorced women are more than those never married, thing which limits the choice of men in addition to the fact that men look only for the experience woman……
Refusing polygamy and disregarding unfaithfulness:
Polygamy among the Moorish community is considered a sort of humiliation and disrespect to the whole family or tribe of the first wife. Traditionally, many religious leaders rejected polygamy because they said it is against the customs and traditions of Moorish morals, so they went to the extent that if a man got married from a second wife his first wife is automatically divorced as always illustrated in the contact from the early beginning. While some religious leaders are calling for stopping this habit as long as it is in blatant contradiction with the teachings of Islam, the government has included if the family code as one of the major conditions of marriage……
According to the National Bureau of Statistics, the rate of polygamy in Moorish community is less than 3% and many case of this changes are results of the advent of new ideologies within the Moorish traditional society such as the deplorable poverty. If there is any case of polygamy it should be no more than two wives while in the Black Mauritanians the polygamy rate is more than 39% , 9% of them have four wives. And also as a result of the study of fertility has occilated among the Black community to reach 53,2% in Soneke, 50% in Woolof, and 35,9% in Polar community ( this is always according to the National Bureau of Statistics)……
Moorish women: Secret marriage or polygamy:
In contrast with the prevalence of divorce in our society, there are other increasing strange practices that many experts in sociology attribute to the upheaval changes that are taking place in our society. Many observe that Mauritanian women prefer secret marriage than polygamy because they are afraid of being exposed to the society. They prefer secret marriage but not polygamy in public….
In this regard, many Moorish women turn into blind eyes and deaf ears to the adventures of their husband as much as she can till she decides to be angry and ask for reconciliation or compromise in public but this will only be if she knows that all the neighbors and the families knew about these adventures…..
Many men opt for secret marriage because many women accept it, maybe because women are divorced and need to provide their families and they are in desperate need for help, or because many of these women are already old enough to get married and are afraid of losing the opportunity. Many of these women are also poor and always surrender the desire of old rich men to exploit them…..
These secret marriages are often the real cause of most of the family conflicts, especially when the woman finds herself obliged to acknowledge or reveal the secret after she is obviously pregnant or giving birth. This kind of marriages are now common and accepted by the society; families try to solve these disputes without going to the court due to the fact that many of men involved in secret marriage are public figures or high officials in the government….
Eventually, the relationship between men and women in our society needs a lot of efforts to dig deeper into the origins of the misunderstanding and potential conflict. This conflict is not affecting the momentous future rapport between the two poles of any family, but rather it intimately affects the future generations and the upcoming aspiration of a coherent and cohesive community…..
“The statistics and studies reflect the high absurdity and chaos in our society that any other country in world could ever dare to reach this rate of divorce” said Dr. Mohamed Mahmoud and he adds that “the real surprise is when I tell you that the habit of divorce is not new to our society. It is an old custom since the existence of these nomadic people in this empty land. The tribal and religious leaders themselves used to get married and divorce very often. For example, Abdellah Ib Yasin, the religious leader of Mouravides in the 16th century considered divorce something simple. Some historians say that Abdellah Ibn Yasin himself used sometimes to marry and divorce every month”….
A former director of the Division in charge of Family Disputes in the Ministry said that “the reasons of this terrifying rate of divorce in Mauritania can be attributed to many factors. First, the materialistic problems; many conflicts and disagreements that some families bring to our department is related to money. Second, the issue of age, some wives come to us complaining the huge gap of ages that is a result of the fact that many families give their daughters to old men who are sometimes elder than their fathers”...
There is another argument which attributes the phenomenon of divorce to some other different factors as the activist Elhassen Ould Dah declares that “the main reason is the easy procedures of divorce for men because many Mauritanian families do not frankly discuss the family issues before marriage and also the nature of Mauritanian women, especially the Moorish who reject constantly the idea of polygamy. This fact which enslave men within the killing routine of the house, trying to find an alternative atmosphere and the easiest way is to divorce, in addition to this, the kinship marriage and the arranged marriage between relatives without taking into consideration the authentic desire of the two parities as well as the cultural and intellectual differences”….
In this regard, numbers illustrate that women are always the less educated and that is why many studies justify the official statistics and publications concerning the education of women and the rate of illiteracy among Mauritanian women which has, according the statistics of The Cultural Forum of Women, increased to reach 53% in contrast with 35% among men, while the rate of women who have achieved high school is 42% and 13% only have reached the high education at the University, adding to this the royal nature of Mauritanian women, our women are not productive but the consume too much waiting for someone to provide for her what to eat and drink….
The ease or facility of divorce in the mentalities of men makes women expect from the first day of marriage to get divorced on the following day. The traditional society also helps into spreading the culture of divorce and helps the divorced woman to accept it and make men pretend to be interested in the sacked orange….
It is however worth mentioning that while the divorce rate is rapidly increasing among Moorish women it steadily decreases among the Black Mauritanian women as well as the bride price is incredibly getting much high is preventing many men from even thinking to get married. This increase of divorce has brought about a new habit that many women now are working in the rural areas to provide their families where the statistics show 42% in comparison with 37% in the city….
The government has tried to reduce the catastrophic consequences of divorce on individuals as well as families. It has attempted to prevent men from shrinking their duties and responsibilities towards their divorced women and children. This was clearly stated in the regulations set by the government in 2001 which has guaranteed for women their rights and their children…..
Parallel with the phenomenon of divorce in our society, there is also a common habit which is getting married from the divorced women. Men in Moorish society prefer divorced women than the novice ones, according to statistics, the rate of those divorced women who got married for the second time is 72, 5% and 20% for those who have been divorced two times, and 6,7% for the divorced three times, while for those women who have been divorced five times or more the rate is 1,5%.....
Many sociologists see that the reason is due to the low price for getting married with the divorced as well as the widespread of divorce disturbed the social balance to the extent that divorced women are more than those never married, thing which limits the choice of men in addition to the fact that men look only for the experience woman……
Refusing polygamy and disregarding unfaithfulness:
Polygamy among the Moorish community is considered a sort of humiliation and disrespect to the whole family or tribe of the first wife. Traditionally, many religious leaders rejected polygamy because they said it is against the customs and traditions of Moorish morals, so they went to the extent that if a man got married from a second wife his first wife is automatically divorced as always illustrated in the contact from the early beginning. While some religious leaders are calling for stopping this habit as long as it is in blatant contradiction with the teachings of Islam, the government has included if the family code as one of the major conditions of marriage……
According to the National Bureau of Statistics, the rate of polygamy in Moorish community is less than 3% and many case of this changes are results of the advent of new ideologies within the Moorish traditional society such as the deplorable poverty. If there is any case of polygamy it should be no more than two wives while in the Black Mauritanians the polygamy rate is more than 39% , 9% of them have four wives. And also as a result of the study of fertility has occilated among the Black community to reach 53,2% in Soneke, 50% in Woolof, and 35,9% in Polar community ( this is always according to the National Bureau of Statistics)……
Moorish women: Secret marriage or polygamy:
In contrast with the prevalence of divorce in our society, there are other increasing strange practices that many experts in sociology attribute to the upheaval changes that are taking place in our society. Many observe that Mauritanian women prefer secret marriage than polygamy because they are afraid of being exposed to the society. They prefer secret marriage but not polygamy in public….
In this regard, many Moorish women turn into blind eyes and deaf ears to the adventures of their husband as much as she can till she decides to be angry and ask for reconciliation or compromise in public but this will only be if she knows that all the neighbors and the families knew about these adventures…..
Many men opt for secret marriage because many women accept it, maybe because women are divorced and need to provide their families and they are in desperate need for help, or because many of these women are already old enough to get married and are afraid of losing the opportunity. Many of these women are also poor and always surrender the desire of old rich men to exploit them…..
These secret marriages are often the real cause of most of the family conflicts, especially when the woman finds herself obliged to acknowledge or reveal the secret after she is obviously pregnant or giving birth. This kind of marriages are now common and accepted by the society; families try to solve these disputes without going to the court due to the fact that many of men involved in secret marriage are public figures or high officials in the government….
Eventually, the relationship between men and women in our society needs a lot of efforts to dig deeper into the origins of the misunderstanding and potential conflict. This conflict is not affecting the momentous future rapport between the two poles of any family, but rather it intimately affects the future generations and the upcoming aspiration of a coherent and cohesive community…..
موريتل.. ماتل... شنقيتل: ثقافة الاستهلاك و خطاب الإشهار
منذ عقود دخل العالم عصر الصورة والمعلومة وأصبح الاستهلاك وعلاقته بخطاب الإشهار وتقنيات الإعلان ثقافة تفرض نفسها وتدخل كل بيت دون إذن مسبق. لكن في موريتانيا تنقلب كل القواعد حيث خطاب الإشهار لا يحتاج إلي أي تقنية إعلان ولا إلي خطاب يسعى المنتج إلي ترويجه بل أضحت العقلية استهلاكية لدرجة سلبية جعلت من مجتمعنا سوقا مربحا لكل الشركات الرابحة والتي بفضل عقلياتنا المتأخرة والمحنطة تتحول إلي إمبراطورية اتصالات في ظرف وجيز....
وأنا أقوم بالنبش في الأرشيف المتعلق بأرقام الأرباح و التخمينات والتوقعات لشركات الاتصال في موريتانيا، صدمت عندما قرأت أن صافي أرباح شركة واحدة من شركات الاتصال الثلاث: موريتل أو ماتل أو شنقيتل يزيد على 75 مليار أوقية سنويا أي ما يضاعف ميزانية موريتانيا تقريبا في سنوات إزدهارها القليلة....
بل إن العجيب في الأمر هو أن عدد المنتسبين أو المستخدمين لجميع الشركات أو الإمبراطوريات الثلاث¬- إن جاز التعبير- يكاد يكون متساويا لسبب بسيط يعود في جوهره إلي ثقافة الاستهلاك السائدة عند الموريتانيين و ابتلاعهم للطعم الذي في كل مرة تغلفه إحدى هذه الشركات في شكل خدمة مثل فوني أو الخيمة أو حتى في شريحة جديدة مثل أشبه و ون أو حتى أحيانا في احتكار الشريحة والهاتف معا لضمان الربح المضاعف والترويج للماركة التجارية. بل إننا تجاوزنا المعتاد إلي حد الفوضوية في استهلاك الرصيد و الهواتف ونحن نكاد بشق الأنفس نوفر الضروريات....
فمثلا تجد أسرة بسيطة تتكون من 8 أفراد يعيلها رجل واحد يعمل في مؤسسة للبطالة المقنعة وكل فرد من هذه العائلة يملك هاتفا محمولا أو اثنين وقد يصل العدد إلى ثلاثة بعدد الشركات التي تحتل عقول الناس. كما قال الشيخ الفقير اليوم في ساحة السوق عندما رنت هواتفه الثلاث في ظرف زمني وجيز ورد على كل واحدة بأسلوب يليق بالمتصل وبشخصية تختل، تساءلت هل لتعدد الهواتف علاقة بتعدد الشخصيات؟ هل صارت الهواتف المحمولة أيضا وسيلة للنفاق والتملق....
قررت أن أسأل الرجل عن قصة الهواتف الثلاثة فجاء السؤال كالتالي: ترى لما يحمل أغلب الناس ثلاثة هواتف وثلاثة أرقام أي ثلاث شرائح للاتصالات في آن واحد بينما من الصعب حتى السيطرة على رصيد واحدة؟ كان جواب الرجل عاميا وقال بحنقه لا تخلوا من التعجب: هذه شنقيتل ورصيدها لا ينتهي بسرعة. وهذه موريتل للعامية والبسطاء وأحول منها أكردي للعائلة والأسرة وأتواصل بها مع أغلبية الناس ودائما فيها الزيادة على العكس من شنقيتل. أما ماتل فهي للأغنياء و الزبناء الكبار و أعطيها فقط لزبنائي الكبار. بعد ذلك علمت أن الرجل سمسار في ما يطلق عليه محليا "بورصة الشمس"....
ليس فقط ذلك الرجل الذي يحمل ثلاثة هواتف أو اثنتين على الأقل، بل إنها أصبحت موضة وغير العاملين بها يعتبرهم المجتمع خارج دائرة الزمن. نحن شعب غريب الأطوار نستهلك كل غريب ثم نحوله إلي عادات وتقاليد لنفرضه على الآخرين...
أيضا إن طريقة تحويل الرصيد وثقافة بيعه في الطرقات أضحت ثقافة بل ووظيفة توظف فرص شغل للكثير من الشباب والشيوخ على حد سوى. لكن العيب في طريقة تحويل الرصيد نفسها التي تتميز بها موريتانيا وحدها حسب علمي من بين جميع دول المنطقة. هذه الطريقة تكرس ثقافة التسول و مفهوم "العار"، أحد المصطلحات السخيفة التي يتعامل بها المجتمع دون تحديد السياق الاجتماعي أو الاقتصادي لها....
فمثلا لكل شابة الحق أن تتصل بحبيبها وتوجه له الأوامر الصارمة بأنها تنتظر إرسال رصيد لها وسواء اشترى البطاقة وأرسل لها الرقم أو أرسلها من رصيده، بل المهم أن جميع شركات الاتصال توفر هذه الخدمة التي تتناغم مع سيكولوجية الاستهلاك و الإتكالية للموريتانيين فالمهم هم الربح وليس المستهلك....
طبعا إذا دخلنا في قراءة لألوان و عبارات الإعلانات المنتشرة في شوارعنا المغبرة والتي أصبحت في الآونة الأخير تتكاثر باضطرار وعبثية حتى لجأت إلى نصب الخيام على قارعة الطريق وسط العاصمة و نصب يافطة تخلو من أي لغة غير اللغة الاستهلاك و النصب والاحتيال...
هن بين التساؤلات التي تطرح نفسها في هذا السياق: هل نفهم أصل أن الاستهلاك ثقافة و تقنية تؤثر مباشرة على الثقافة الشعبية؟ لماذا نحمل هواتف جميع الشركات في جيب واحد؟ أم أن عقلية الدراعة تتسع لكل ذلك كلما هبت الريح لتصبح خيمة تنتصب على عود؟ هل إن الإنسان الموريتاني الجاهل والأمي يستحق أن يستهلك ما لا ينتج؟ لماذا لم نحاول أن نفتح شركة وطنية للاتصالات ترحمنا أو على الأقل تأكلنا من أجلنا؟ أم أنه لازال بإمكان مجتمعنا الفقير أن يساهم في أرباح شركة رابعة؟
متى سنتعلم أن الاتصال وسيلة وليس غاية؟ أليس أي رقم في أي هاتف لأي شركة يفي بالغرض؟ أم أن الغرض حمال أوجه أخرى تتعلق بالمظاهر الاجتماعية والتنميط؟؟؟
وأنا أقوم بالنبش في الأرشيف المتعلق بأرقام الأرباح و التخمينات والتوقعات لشركات الاتصال في موريتانيا، صدمت عندما قرأت أن صافي أرباح شركة واحدة من شركات الاتصال الثلاث: موريتل أو ماتل أو شنقيتل يزيد على 75 مليار أوقية سنويا أي ما يضاعف ميزانية موريتانيا تقريبا في سنوات إزدهارها القليلة....
بل إن العجيب في الأمر هو أن عدد المنتسبين أو المستخدمين لجميع الشركات أو الإمبراطوريات الثلاث¬- إن جاز التعبير- يكاد يكون متساويا لسبب بسيط يعود في جوهره إلي ثقافة الاستهلاك السائدة عند الموريتانيين و ابتلاعهم للطعم الذي في كل مرة تغلفه إحدى هذه الشركات في شكل خدمة مثل فوني أو الخيمة أو حتى في شريحة جديدة مثل أشبه و ون أو حتى أحيانا في احتكار الشريحة والهاتف معا لضمان الربح المضاعف والترويج للماركة التجارية. بل إننا تجاوزنا المعتاد إلي حد الفوضوية في استهلاك الرصيد و الهواتف ونحن نكاد بشق الأنفس نوفر الضروريات....
فمثلا تجد أسرة بسيطة تتكون من 8 أفراد يعيلها رجل واحد يعمل في مؤسسة للبطالة المقنعة وكل فرد من هذه العائلة يملك هاتفا محمولا أو اثنين وقد يصل العدد إلى ثلاثة بعدد الشركات التي تحتل عقول الناس. كما قال الشيخ الفقير اليوم في ساحة السوق عندما رنت هواتفه الثلاث في ظرف زمني وجيز ورد على كل واحدة بأسلوب يليق بالمتصل وبشخصية تختل، تساءلت هل لتعدد الهواتف علاقة بتعدد الشخصيات؟ هل صارت الهواتف المحمولة أيضا وسيلة للنفاق والتملق....
قررت أن أسأل الرجل عن قصة الهواتف الثلاثة فجاء السؤال كالتالي: ترى لما يحمل أغلب الناس ثلاثة هواتف وثلاثة أرقام أي ثلاث شرائح للاتصالات في آن واحد بينما من الصعب حتى السيطرة على رصيد واحدة؟ كان جواب الرجل عاميا وقال بحنقه لا تخلوا من التعجب: هذه شنقيتل ورصيدها لا ينتهي بسرعة. وهذه موريتل للعامية والبسطاء وأحول منها أكردي للعائلة والأسرة وأتواصل بها مع أغلبية الناس ودائما فيها الزيادة على العكس من شنقيتل. أما ماتل فهي للأغنياء و الزبناء الكبار و أعطيها فقط لزبنائي الكبار. بعد ذلك علمت أن الرجل سمسار في ما يطلق عليه محليا "بورصة الشمس"....
ليس فقط ذلك الرجل الذي يحمل ثلاثة هواتف أو اثنتين على الأقل، بل إنها أصبحت موضة وغير العاملين بها يعتبرهم المجتمع خارج دائرة الزمن. نحن شعب غريب الأطوار نستهلك كل غريب ثم نحوله إلي عادات وتقاليد لنفرضه على الآخرين...
أيضا إن طريقة تحويل الرصيد وثقافة بيعه في الطرقات أضحت ثقافة بل ووظيفة توظف فرص شغل للكثير من الشباب والشيوخ على حد سوى. لكن العيب في طريقة تحويل الرصيد نفسها التي تتميز بها موريتانيا وحدها حسب علمي من بين جميع دول المنطقة. هذه الطريقة تكرس ثقافة التسول و مفهوم "العار"، أحد المصطلحات السخيفة التي يتعامل بها المجتمع دون تحديد السياق الاجتماعي أو الاقتصادي لها....
فمثلا لكل شابة الحق أن تتصل بحبيبها وتوجه له الأوامر الصارمة بأنها تنتظر إرسال رصيد لها وسواء اشترى البطاقة وأرسل لها الرقم أو أرسلها من رصيده، بل المهم أن جميع شركات الاتصال توفر هذه الخدمة التي تتناغم مع سيكولوجية الاستهلاك و الإتكالية للموريتانيين فالمهم هم الربح وليس المستهلك....
طبعا إذا دخلنا في قراءة لألوان و عبارات الإعلانات المنتشرة في شوارعنا المغبرة والتي أصبحت في الآونة الأخير تتكاثر باضطرار وعبثية حتى لجأت إلى نصب الخيام على قارعة الطريق وسط العاصمة و نصب يافطة تخلو من أي لغة غير اللغة الاستهلاك و النصب والاحتيال...
هن بين التساؤلات التي تطرح نفسها في هذا السياق: هل نفهم أصل أن الاستهلاك ثقافة و تقنية تؤثر مباشرة على الثقافة الشعبية؟ لماذا نحمل هواتف جميع الشركات في جيب واحد؟ أم أن عقلية الدراعة تتسع لكل ذلك كلما هبت الريح لتصبح خيمة تنتصب على عود؟ هل إن الإنسان الموريتاني الجاهل والأمي يستحق أن يستهلك ما لا ينتج؟ لماذا لم نحاول أن نفتح شركة وطنية للاتصالات ترحمنا أو على الأقل تأكلنا من أجلنا؟ أم أنه لازال بإمكان مجتمعنا الفقير أن يساهم في أرباح شركة رابعة؟
متى سنتعلم أن الاتصال وسيلة وليس غاية؟ أليس أي رقم في أي هاتف لأي شركة يفي بالغرض؟ أم أن الغرض حمال أوجه أخرى تتعلق بالمظاهر الاجتماعية والتنميط؟؟؟
Subscribe to:
Posts (Atom)